من منصات العرض إلى أرفف المتاجر في أسابيع..
من المرجح أن قطعة من ملابسك الموجودة في الخزانة مصدرها متجر متخصص ببيع الموضة السريعة. و”الموضة السريعة” أصبحت عبارة رنانة في عالم بحاجة لكل ما هو مستدام. لكن ماذا يعني هذا المصطلح حقاً، ولماذا ينمو بالتوازي مع نمو المطالب بحماية الكوكب من سوء الاستهلاك؟
تعد المتاجر العالمية مثل Zara وH&M بوصلة عادات التسوق لدى معظم الناس، حتى خلال جائحة كورونا وازدهار التسوق الإلكتروني.
فهذه المتاجر الكبيرة ذات الإضاءة الزاهية ظهرت في مراكز التسوق وكبرى المدن بين عشية وضحاها في وقت ما من أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.
تقدم هذه المتاجر تصاميم من سراويل الجينز الضيقة إلى فساتين السهرة، مروراً بكل قطع الإكسسوار والأحذية والحقائب، وغالباً لقاء مبالغ أقل بكثير من متاجر أخرى.
ما معنى سوق الموضة السريعة؟
سوق الموضة السريعة عبارة عن من مبيعات الملابس والإكسسوارات وتبعاتها حسب توجهات وألوان الموضة الرائجة، وفقاً لموقع The Good Trade.
والموضة السريعة تعني الملابس التي تصمم وتصنع بوحي من صيحات الموضة على منصات العرض في أسابيع الموضة العالمية ليتم عرضها على أرفف المتاجر الكبيرة حول العالم في خلال عدة أسابيع لمواكبة الاتجاهات الجديدة.
أجور زهيدة وسلع قصيرة العمر
ومع ذلك، فإن عمالقة التسوق هذه لا تتوقف عن إثارة الجدل البيئي والأخلاقي.
إذ تعتمد سلاسل التوريد السريعة الخاصة بها على الاستعانة بمصادر خارجية ذات أجور زهيدة من عمال المصانع في دول نامية لا يتعدى دخل العامل فيها حفنة من الدولارات.
ويتم انتقاد إيقاع هذه المتاجر كونها تضر بالبيئة وتستهلك موارد كثيرة، وفوق ذلك من الصعب تحديد تأثير الصناعة بشكل قاطع بيئياً وصحياً.
وعلى نطاق أوسع، فإن الوتيرة السريعة للغاية التي يتم بها تصنيع الملابس وارتداؤها والتخلص منها تعني أنها أصبحت أكثر قابلية للتخلص منها، وأنها مصنعة لسلع خفيفة بدلاً من قطع يمكن الاحتفاظ بها لفترة طويلة؛ وهو ما يغذي رغبة المتسوقين وتوقعاتهم بتدفق مستمر من التصميمات الجديدة.
الموضة السريعة وواقع الحال الجديد
بدوره قال خبير سلوك المستهلكين مايكل سولومون لموقع Vox: “الأمر لا يتعلق فقط بالملابس، إنه يتعلق بمجتمع يمكن التخلص منه”.
ووفقاً لسولومون، فإن تطور الموضة السريعة يتماشى مع العولمة والكفاءة اللوجستية للقرن الحادي والعشرين، وأضاف: “لم تكن الشركات قادرة على الحصول على هذه المنتجات في وقت سريع، والآن مع الذكاء الاصطناعي، أصبحت أكثر كفاءة”.
لتفصيل ذلك، يضرب مثلاً بسياسة متاجر Zara، التي يُنسب إليها الفضل في امتلاكها أول نموذج أعمال ناجح للأزياء السريعة، من التصميم إلى البيع بالتجزئة في خلال 5 أسابيع تقريباً، علماً أنها تقدم أكثر من 20 مجموعة مختلفة سنوياً.
أما المتاجر على الإنترنت، التي أطلق عليها اسم “الموضة فائقة السرعة”، فازدادت وتيرتها أكثر من زارا!
إذ وجد تقرير صادر عن Coresight Research أن موقع Missguided يصدر حوالي 1000 منتج جديد شهرياً.